السلام عليكم ورحمة الله أستاذة عواطف أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاماً جامعية ومن أسرة أحمد الله عليها طيبة ومشهود لها بالسمعة الطيبة.
ولكن المشكلة في أنا دائماً ما أشعر بالوحدة فأنا بلا أصدقاء لخوف أهلي الشديد على وجدت نفسي وحيدة لجأت إلى النت والشات.
حتى أصبحت ضحية لمن يتسلى إلى العام الماضي تعرفت على شاب عن طريق زميل لي في العمل أعطاه هاتفي دون علمي فصار يحادثني ويربكني بمعرفته الكثير عنى دون أن أراه إلى أن مر شهر على هذا الحال.
وتقابلنا أخيراً لا أنكر لأنه جذبني إليه شخصية قوية وقال انه ينوى الارتباط بى وكلمتني إحدى أقربائه والتي حدثها عنى قائله أنه يحبني ومتعلق بى.
ولكن يجب أن أعرف أنه ليس الملاك الذى أظنه فهو متعدد العلاقات الجنسية قبلي والتي انتهت بفضيحة له .
واني إذا أردت البدء معه على أن لا أسأله في الماضي وعندما واجهته لم ينكر ولكنه كان يخشى أن يفقدنى فلتعلقى به سا محته.
وقررت أن أبدأ معه من جديد لكنه كان متحكم أناني دائم الشك يعبث بتليفوني وما يخصنى بحجة انه خائف على ثم بدا يضغط على من أجل أن نكون بينى وبينه علاقة رفضت ثم رضخت عندما هددني بالبعد.
ثم بدأ يتطاول على بالسب وألفاظ جارحة لي ولأهلي دون سبب وفى مرة قرر أن يسافر للخارج أو هكذا أخبرني.
وأنهى علاقتي به دون مقدمات وأغلق تليفونه لا اعلم كيف أصل له تعبت وقاسيت كثيرً وشعرت بالندم هل يستأهل ربى وأهلي ما فعلته من أجله وما قدمته له دون إحساس بى .
وبعدها بشهرين تقدم لخطبتي شخص محترم كان محاضر لى فى إحدى الدورات فوافقت عليه.
ولا أدرى لماذا هل هو الهروب سيدتي لقد عاد من أحبه إلى حياتي طالبا ان أتحمله وانه لم يجد مثلى من تفهمه.
لكنه لم يتوقف عن العلاقات المحرمة ولم يسافر بالخارج بل يعمل في مكان جديد عاد ثم تركني مرة أخرى دون تفسير وعاد مرة أخرى منذ يومين ليقول لي لن أبقى معه وأنتظره 3 سنوات حتى يكون نفسه ويخطبنى فهو يحبني.
ويريد أن يعاملني و يعاشرني على أنى زوجته حتى يخطبنى فرفضت فتركني إلى هذه الدرجة هنت عليه أم على نفسي أنى نادمة على حبي له.
فأنا لم أظلمه يوما بل ظلمت نفسي أشعر بتأنيب الضمير فقد ظلمت أهلي وخطيبي وهو الرجل المحترم وأهله الذين يعاملونني كابنة لهم سيدتي أشعر بضيق أتساء ل لماذا يترك الله مثل هؤلاء.
ولا يعاقبهم فهو لا ينقصه شيء من الشقة إلى الوظيفة ومع ذلك يريد الحرام ياعدينى أرجوكى .
الحمد لله علي كل حال يجب ان تشكري ربك أن نجاك من مكيدة حتي لو بعد خسارة ، كثيرين لا يتعلمون ببساطة إلا بعد تكرار التجربة المؤلمة ، لن أكرر عليك كم أخطأت في حق نفسك وكم تهاونت في حق نفسك وهذا ما يجب أن تفكري فيه.
من غير أن تشغلي بالك ثم تسألين إلي هذه الدرجة هنت عليه ، في الحقيقة أنت لم تهوني عليه إلا حين هنت أنت علي نفسك ، وكان خطأك في التنازل خطوة خطوة والتخلي عن مبادئك منذ معرفتك بهذا الشخص فكونك تعرفين أنه متعدد العلاقات لا يتورع عن فعل المحرمات وانتهت أحدي مغامراته بالفضيحة.
ورغم ذلك فهو لازال مستمر بنجاح ساحق ومصر إصرار غريب علي استكمال مشوار الحرام إلي آخره ورغم كل ذلك وافقت علي الاستمرار معه بل و أقمت علاقة أيضاً .
وأنت تعرفين أنها لن تكون علاقة بريئة لأن مثله لا يعرف البراءة ، وبحجة خوفه من أن يتركك تنازلت له وأقمت علاقة محرمة ، رغم أن مثله لا يبقي علي أحد وإلا كان قد أبقي علي علاقاته بكل من عرفهم، فقد كان يجب أن تعرفي مصيرك من مصير من سبقوك.
وهو ما حدث بالفعل تركك حين شعر أنه امتلكك يتصرف بك كدمية بلهاء يلهو بها ثم يلقيها إن شاء عاد إليها وإن شاء تركها ، اسألي نفسك هل علمتك التجربة حقاً بدلاً من أن تسألي لماذا يترك الله هؤلاء يعيثون في الأرض فساداً.
فأنت تعلمين أن الله يمهل ولا يهمل يمد للظالم ويتركه حتى إذا أخذه لم يفلته ، كما إننا لم ندخل في علم الله ونعي حكمته لأننا مهما بلغنا من العلم مبلغاً لا تزال أذهاننا قاصرة عن إدراك حكمته سبحانه ،وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) سورة إبراهيم الآية (42) .
و وعدنا أيضاً بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال : (ما من عبد ظلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقاً لأنصرنك ولو بعد حين ) . أرجو أن تكون قد فهمت جزء ما يخفي عنك وعليك.
لكن الأهم من كل هذه الأمور هو أن تتوبي إلي الله وتندمي علي ما فرطت وقصرت في حق نفسك ، وتطوي هذه الصفحة نهائياً ولا تفكري فيها ، ثم تنظري إلي مستقبلك وتحاولي تعويض خطيبك لأنك ظلمته تماماً الظلم حين فضلت عنه هذا الزنديق الفاسق.
أرجو أن يكون ندمك صادقاً وتوبتك إلي الله توبة نصوحاً ، وأن يكون تفكيرك جدي في المستقبل يتمثل في وعد قاطع تأخذينه علي نفسك بعدم العودة إلي هذا الشخص العابث، وتذكري أن التقوى والصبر هما مفتاح تحقق الأماني ونيل الرجاء.
كل الأمور واضحة أمامك ولا تحتاج جدال الرجل المحترم الذي تقدم إليك عن طريق مشروع وطالبك لتكوني شريكته في الحياة ، والحق أنك عليك أن تشكري ربك لأنه أظهر هذا الشخص علي حقيقته أكثر وأكثر .
أخيراً أقول لك لا تشغلي بالك بأمور فلسفية وأسئلة إيمانية ، بل سلمي إلي الله أمرك وابدئي صفحة جديدة تماماً وانسي بالتوبة والرجوع إلي الله ما جنيته علي نفسك وإياك أن تعودي لهذا الشخص مهما أغراكي بمحاولاته إن كنت حقاً قد ندمت وعرفت حقيقته.
وعرفت قدرك عنده ، لا تستسلمي للسقوط وانهضي ونفضي عنك الغبار الذي علق بك ، وتمسكي بالله واطلبي منه أن يعينك ويساعدك ويجنبك السوء ، والحديث الشريف يقول " استعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا.
ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو فتح عمل الشيطان " فخير لك أن تكرسي فكرك وجهدك في مستقبلك وفعل كل ما تحبي أن تكونين عليه لتعويض ما فاتك ومحو الصورة السيئة التي رسمتها لنفسك في فترة السقوط ، لكن البكاء والندم يجب أن يكون حافزاً لك لعدم العودة ، لا لتحبسي نفسك في ماضي يجب أن ينتهي .
الكاتب: عواطف عبد الحميد
المصدر: موقع محيط